Wednesday, April 17, 2013

تعاطفوا مع الجُناة!

ضحايا البطش الامريكي في افغانستان
يزعجني كثيراً من يدعون انهم انصار القضايا الانسانية و يهبون لنصرة كل مظلوم ب "بوست" فيسبوكي او "تويتةٍ" او      صورة "انستغرامية"! لكن تجد تناقض كبير في كلامهم, على الرغم من ان احداث الامس في مدينة بوسطن هي احداث مشينة و لا تمت بصلة لأي ديانة سماوية, ولا يوجد فيه ذرة انسانية, الا انني لاحظت تعاطف عربي كبير جدا, اكبر من ما يستحق, مع "ضحايا" التفجيرات و زُخرفت مواقع التواصل الاجتماعي بشعارات الحزن و الاسى و التعزية و وصلت بالبعض الى الترحم على ارواح الاشخاص الذين لقوا حتفهم في التفجير, متناسين ال 116,000 ضحية مدنية التي خلفتها حربهم على الارهاب! ليتنا نجد ذلك التعاطف تجاه جميع الانتهاكات التي يتعرض لها المستضعفين من البشر في ارجاء الارض سواء كانوا عرب او مسلمين او غيره, ليتنا نرى "بوست" او "تويت" يذكر فيها عن ضحايا البطش الامريكي في الباكستان او افغانستان, ليتنا نجد تعاطف مع اطفال الصومال كما وجدنا تعطف مع ابن الثمانية سنوات الذي لقى حتفه في تفجيرات بوسطن, ليتنا نكون منصفين في التعاطف مع جميع القضايا التي تخصنا كما تعاطفنا مع "ضحايا" الشعب الامريكي, الذي قد يكون بريء, لكن لا يأبه بأطفال العراق و الصومال و سوريا و ماينمار و بورما و افغانستان و جميع الدول المكوبة بسبب اطماع الادارة الامريكية في تلك البلاد, بل تجدهم يتسارعون للانضمام الى صفوف الجيش الامريكي, ليست نصرةً لأي شعب ولا لاقتلاع دكتاتور و إدخال "الديموقراطية" و لست حبا البلاد و بأهلها, بل للمال و فقط المال, هذا جيش لم يقصر يوما بلد عربي او اسيوي او افريقي! استخدموا النووي و البيولوجي و الذري و الفسفوري و اسلحة اخرى نعرفها و اخرى لم نسمع بها من قبل, تضرب دون ان تفرق بين مدني او عسكري, و لا بين طفل او مسلح ولا بين كهل و ضابط, لم يكن استهدافهم لانظمة جائرة, سمتها الاستبداد و التنكيل في شعوبها! بل كان استهدافم لمدنيين عزل, ليس بيدهم الحيلة! نتأسف على ما حصل في بوسطن إنسانياً و نرجو ان لا يكون للعرب و الاسلام صلة بما حصل, و لكن السؤال, هل يستحقون كل هذا التعاطف و الحزن؟ و هل هم يتعاطفون مع ملايين الاطفال الذين ماتوا و يموتون تحت جنازير آلات الحرب الامريكية؟